شهدت العقود التي سبقت الحرب العالمية الثّانية تطورات كبيرة على صعيد النّضال الوطني، فقد انبعثت الحركة الوطنية، واتّضحت معالمُها مع نهاية الحرب العالمية الأولى، مستفيدة من عمل كبير قام به عدد من المصلحين والأعيان والعلماء والنّخبة، وخلال العقدين المواليين للحرب العالمية الأولى، تباينت أفكار تيارات الحركة الوطنية، وإنْ تقاطعت بعض مطالبها، ولم تندلع الحرب العالمية الثّانية إلا والجزائر تعجّ بالتّيارات والأحزاب والجمعيات التي تختلف في التّوجهات الإيديولوجية، لكنّها تتفق في ضرورة تغيير أوضاع الشّعب الجزائري الذي يرزح تحت المحتل.