محتيات المقرر .docxمحتيات المقرر .docx

يعد مقياس منهجية البحث وتقنياتها أحد أهم المقاييس في العلوم الاجتماعية،  وفي علم النفس خاصة كونه المقياس الذي يستمر مع الطلاب طيلة سنوات الدراسة كلها، إضافة إلى أنه يمكن الطالب من انجاز مشاريعه البحثية المستقبلية.

وقد أصبح الهدف من تدريس هذا المقياس لطلبة الجامعة، هو إعدادهم إعدادا تربويا علميا يؤهلهم ليصبحوا أساتذة وباحثين منهجيين، وتوجيههم التوجيه الصحيح ليتفرغوا للبحوث والدراسات العلمية الأكاديمية، لأن الهدف الأساسي للتعليم الجامعي ليس هو تخريج المدرسين أو المهنيين فحسب؛ وإنما هو تخريج باحثين أكاديميين يمتلكون الوسائل العلمية لإثراء المعرفة الانسانية، من خلال إكتساب معرفية علمية، وكذلك معرفة وجدانية، يثري من خلالها الطالب الدارس لعلم النفس رصيده المعرفي، وهذا الإثراء هو الذي سمح له بأن يفيد المجتمع ويؤثر فيه، وهو الذي يسمح له بتقديم معرفة إنسانية يفيد بها المجتمعات الإنسانية، وأن المنهجية كما وسبق الذكر فإن من أهدافها المعرفية التي تريد أن تكسبها للطالب الجامعي هو بالدرجة الأولى الإحاطة بأهم الخطوات في البحث العلمي فالطالب خلال هذه السنة الدراسية يتعلم كيف ينجز بحثا أكاديميا عبر خطوات علمية منهجية، كما أن هذا المقياس يهدف إلى  تكوين و تنمية العقلية والمعرفية  لدى الطالب في علم النفس من خلال تزويده بأليات التمييز بين المعرفة العلمية، والمعرفة الغير علمية، وأن ما يحيك به من مؤثرات معرفية وسلوكية، وما يساده من إضطرابات وسلوكات، وعادات إجتماعية غريبة، لا يقوم بالحكم عليها حكما فسطاطي، وإنما عليه بأن يوظف خطوات ومراحل البحث العلمي، لكي يصل إلى نتائج علمية، كما أن مقياس المنهجية يهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية التفكير النقدي بمعنى أن مادة المنهجية تتيح للطالب بأن لا يسلم بكل ما يقرأه من أبحاث ومن نظريات، وإنما البحث العلمي المنظم هو ما يؤكد على حقيقة علمية معينة، وهذا التفكير النقدي هو ما يساهم في إمكانية الإبداع في بناء معرفي جديد وأصيلونقصد هنا أن الإبداع هو تجاوز الموجود وبناء صرح معرفي جديد وخاص، فالإنسان إن لم يهضم ما هو مطروح)استيعاب) لن يتمكن من تجاوزه، وتكمن الأهداف الوجدانية، وأن هذا المقياس يهدف بالدرجة الأولى إلى تنمية المبادرة والطموح العلمي لدى الطالب، كما أنها تسهم في التخلص من ذهنية استسهال الصعب و استصعاب السهل، وتسهم منهجية البحث من تحويل تفكير الطالب من الحكم المسبق أي من الذاتية إلى الموضوعية، وذلك بالنظر إلى المواضيع البحثبة من موضوع علمي، وليس من منضور شخصي، وخلفية ثقافية، وإصدرا الأحكام قبل الغوص في البحث العلمي الحقيقي، كما تهدف منهجية البحث العلمي وتقنياتها التخلص من ذهنية استسهال الصعب وإستصعاب السهل فيجب هنا أن نقدر أي عمل وأن ننضر إليه بنظرة علمية دقيقة، وليس نظرة غير علمية.

وبناءا عليه نحاول في هذه المطبوعة أن نقدم بعض الدروس الخاصة بمنهجية البحث العلمي والتي نهدف من خلالها أن يتعرف الطالب على خطوات البحث العلمي وتدريبه على كيفية تطبيق خطواته بالمشكلة البحثية، وكيفية إختيارهان بالإستناذ منهج من المناهج العلمية، وكذلك في كيفية بناء الإشكالية وماذا يجب أن تحتويه الإشكالية البحثية، وكيفية صياغة الفرضية، وأنواعها، وإكسابه معرفة في كيفية الإستفادة من الدراسات السابقة، وماذا يجب أن يقوم به عندما يحاول توضيح مفاهيم البحث، وكيف يختار العينة من خلال إتباعه لإحدى طرق المعاينة، وما هي التقنيات أو الأدوات التي يستخدمها والتي تتناسب مع الشملة التي يبحث فيها، ومع المنهج المستخدم في بحثه.